الجهاز المركزى للتنظيم و الاداره
الأهرام..عام جديد في مسيرة رسالته الصحفية

المصدر: - جريدة الأهرام

التاريخ: - 27-12-2015

بدأ "الأهرام" اليوم عاماً جديدا فى مسيرة رسالته الصحفية والتنويرية بعد مائة وأربعين سنة من التفوق والسبق فى وضع اللبنات الأولى لصناعة الصحافة المصرية والعربية.

حيث انشغل مؤسسو "الأهرام" ـ فى الفترة الأولى لظهورها فى مدينة الإسكندرية ـ على يد الأخوين سليم وبشارة تقلا ثم انتقالها إلى القاهرة بوضع القسمات الأساسية التى ميزت الصحيفة على مدى تاريخها وحافظت الأجيال المتتالية على تلك القسمات ورسخت من وجودها فيما أسهمت الدماء الجديدة التى ضُخت فى عروق الجريدة العريقة فى تجديد شبابها باستمرار ودون الإخلال بالشخصية المميزة التى جعلت "الأهرام" على القمة لتصبح المدرسة الأولى التى ألهمت أفكار التحديث فى الصحافة العربية المعاصرة.

نحتفل اليوم بتاريخ عريق وتقاليد ترسخت ولم يؤثر فيها اختلاف المواقف السياسية أو المعارك الفكرية التى دارت على صفحات الجريدة. قدم "الأهرام" نموذجاً فريداً للعلاقة مع القراء لم تصل إليها صحيفة أخرى وقامت تلك العلاقة على إختبار صدق ودقة الخبر ورزانة الشروح والتحليل وعلى مدى حقب مختلفة اجتاز "الأهرام" الاختبارات الصعبة رغم أنواء السياسة وتقلبات العلاقة مع السلطة ومن ثم جاء رسوخ الصحيفة قبل أن ينتصف عمرها الحالى مقدمة لبداية مرحلة جديدة مع نهاية الخمسينيات من القرن العشرين دفعت بها إلى جوار العمالقة فى الصحافة العالمية وهى مكانة لم يكن هيناً الوصول إليها.

فى حواره مع "أسرة التحرير" اليوم، يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل إن "قيمة الأهرام الحقيقية أنه مستمر فى الصدور بانتظام مدة ١٤٠ عاماً"، والاستمرارية فى عمر الصحيفة لم ترتبط هنا بأشخاص بقدر ما ارتبطت بظهور بنيان "مؤسسي" يجمع ما بين القيام بالدور الوطنى وبين الإسهام فى صياغة العقل الجمعى للأمة من خلال احتضان كبار الكتاب والمبدعين سواء على صفحات الجريدة أو فى جنبات مبانيها.

يقول الأستاذ هيكل أن الأهرام ازدادت نجاحا لأنها كانت جزءا من الحركة العالمية وجزءا من مجتمع عالمى للإعلام ويؤكد أن الصحف الكبرى مثل الأهرام لن يهتز عرشها مادامت تهتم بالذهاب إلى عقل المصادر وإلى تفاصيل الخبر ثم تحليله والتعليق عليه وهى وظيفة لن تتغير مهما تقدمت التكنولوجيا لأن القاريء يلجأ للصحافة الرصينة التى تعتنى بالجودة وهو ما يميز الأهرام طوال تاريخه.

يجتمع تحت سقف "الأهرام" اليوم أبناؤه من كل الأجيال ومن كل الاتجاهات ليحتفلوا بعيد ميلاد التأسيس المائة والأربعين لتؤكد المؤسسة بكل صحفييها وإدارييها وعمالها المخلصين أنها المنارة الشاهقة التى تقدم العبرة والقدوة فى الوفاء لكل مخلص قدم عملا نافعا على صفحاتها أو ساهم فى نهضتها. وتحية إلى السيرة العطرة للمؤسسين سليم وبشارة تقلا ورؤساء التحرير الذين تعاقبوا عليها وساهموا فى مكانة الأهرام السامقة وتحية إلى كبار الكتاب والمبدعين الذين صنعوا لوحة جميلة من الثقافة والفكر والأدب زينت ديوان الحياة المصرية وتحية إلى القراء المخلصين لصحيفتهم ونعاهدهم بمزيد من الجهد والعمل ليبقى "الأهرام" الصحيفة الفريدة فى بقائها واستمرارها وفى دورها الوطنى والتاريخى وفى مصداقيتها ورصانتها التى لا تبارى.

كل عام وأنتم بخير



من اين تفضل الحصول على خدمات الجهاز ؟